سلسلة Assasssin’s Creed هي واحدة من أهم السلاسل الجديدة خلال هذا الجيل. وعلى الرغم من البداية السيئة لها مع الجزء الأول، إلا أن وضع السلسلة اختلف تماماً مع الجزء الثاني الذي كان من أفضل الألعاب في سنة 2009. في السنة الماضية أصدرت Ubisoft جزء فرعي للسلسلة تحت إسم Brotherhood، وشكلت اللعبة استمرار لنفس النهج الناجح للجزء الثاني. ثم أعلنت Ubisoft بعد ذلك عن جزء فرعي ثاني للسلسلة وهو ما أثار مخاوف بعض اللاعبين من تمادي Ubisoft في محاولتها لاستغلال اسم اللعبة تجارياً، فهل هذا هو حقاً الدافع الوحيد وراء هذا الجزء ؟ الجواب سنعرفه بعد تغطية واستعراض جميع جوانب اللعبة.
قصة اللعبة تمثل امتداد وتكملة لأحداث جزء Brotherhood الأخير. يسافر بطل اللعبة Ezio إلى مدينة القسطنطينية أثناء قيام الدولة العثمانية للبحث عن خمس مفاتيح ستكشف سر تركه الطير قبل وفاته، وفي كل مفتاح ستجد رسالة تركها الطير،، لذلك كلما تحصل على مفتاح ستلعب بشخصية الطائر في حدث مهم من حياته، وهذا الأمر أعطى الفرصة لإيضاح الكثير عمّا حدث للطير بعد نهاية الجزء الأول. بصفة عامة، قصة هذا الجزء أعتبرها الأفضل في السلسلة، فتم دمج أحداث القصة الخيالية بطريقة سلسلة ومشوقة مع الأحداث الواقعية التي حدثت في تلك الفترة من الصراعات بين الدولة العثمانية والأمبراطورية البيزنطية، وهذا ماعهدناه في كل أجزاء السلسلة، لكن ماتميزت حقاً به القصة هي النهاية، فكل نهايات الأجزاء الماضية كانت سيئة وتترك لك تساؤلات كثيرة ليس لها أي منطقية، لكن في هذا الجزء نهاية القصة قدمت إيضاحات كثيرة وكانت محبوكة بشكل جيد.
مع أن الرسوم في الجزء السابق كانت ممتازة، إلا أن الرسوم في هذا الجزء تحسنت بشكل ملحوظ عن الجزء السابق مع أن الفارق الزمني بينهما هو عام واحد فقط. في الواقع، المظهر هو من أهم مايميز اللعبة، فالقوة التقنية للرسوم تتمازج مع الإخراج الفني المبهر ليصبح مظهر اللعبة من الأفضل في هذا الجيل. من الأمور السلبية في الجزء السابق أن الأحداث كانت في مدينة روما ذات الطابع الكئيب السوداوي، لكن في هذا الجزء أحداث اللعبة تدور في القسطنطينية التي تعتبر من أكثر المدن حيوية ونشاطاً في العالم وتعد كذلك من أهم عواصم الحضارة الإسلامية وفن العمارة الإسلامي. وقد نجح مطوري اللعبة في خلق جو تلك المدينة النابع بالحياة في اللعبة بطريقة واقعية تجعلك لا تمل أبداً من التجوال في المدينة وفي أسواقها المزدحمة وتسلق منارات مساجدها الشاهقة.
الصوتيات في اللعبة ممتازة وتعطيك شعور رائع عندما تتجول في القسطنطينة حيث ستشعر حقاً أنها مدينة حية، ومن أجمل اللحظات في اللعبة عندما تسمع فجأة الأذان من منابر المساجد وخاصةً إن كان ذلك أثناء غروب الشمس. الأداء الصوتي للممثلين في اللعبة مناسب، حيث لكل شخصية صوتها المناسب لمظهرها وعمرها وطبعها. المقطوعات الموسيقية في اللعبة جميلة وكل لحظة معينة لها مقطوعة موسيقية مناسبة تعبر عنها.
تنقسم اللعبة إلى مهام رئيسية وفرعية. المهام الرئيسية تنقسم لعدد محدد من الفصول، في الأجزاء السابقة كان كل فصل يقتضي عليك اغتيال شخصية معينة في نهايته، لكن في هذا الجزء عليك أن تحصل على مفتاح بنهاية كل فصل، وفي أغلب الفصول ستحصل على المفتاح في مرحلة تعتمد على عنصر القفز أو البلاتفورم، وقد كانت هذه المراحل عبارة عن مهام جانبية في الأجزاء السابقة تحت مسمى Assasssin’s Tomb ولكنها أصبحت رئيسية في هذا الجزء , وهو أمر جيد لأن هذه المراحل حقاً ممتعة وتستحق التجربة، كما أنها تذكرنا بلعبة Prince of Persia، بعد حصولك على المفتاح ستنهي المرحلة باللعب بشخصية الطير في مرحلة مهمة من حياته، وهي مراحل قصيرة ولا يوجد حقاً مايميزها، ولكن المغزى الحقيقي منها هو توضيح قصة الطير بطريقة ذكية ومميّزة. مع أن فكرة الحصول علي المفاتيح مسليّة إلا أنه بسببها أصبحت مهام الإغتيال في اللعبة قليلة للأسف، وهو أمر محبط بعد أن كانت مهام الإغتيال في الجزء الماضي من أهم المراحل إثارة ومتعة وكانت كذلك ركيزة يرتكز عليها أسلوب اللعبة كحال جميع أجزاء السلسلة، لكنهم تجاهلوا أهميتها في هذا الجزء بطريقة محبطة.
أما المهام الفرعية فهي عميقة ومتنوعة، فتوجد المهام التي كانت متواجدة في الأجزاء الماضية، مثل السيطرة على أبراج فرسان المعبد، شراء المحلات المنتشرة في المدينة، تجنيد أفراد من العامة لينضموا إلى جماعتك وتطوير قوتهم عن طريق إرسالهم لمهام مختلفة، بالإضافة إلى تجميع الكنوز. أما بالنسبة للمهام الإضافية الجديدة، فتم إضافة مراحل بأسلوب جديد تماماً تلعب فيها بشخصية Desmond بمنظور الشخص الأول في عالم افتراضي. ربما أستطيع تشبيه هذه المراحل من ناحية أسلوب لعبها وتصميمها بلعبة Portal، لكنها بالطبع ليست عميقة وممتعة إلى هذا الحد، لكني أكتفي بالقول أنها تستحق التجربة على أقل تقدير. هناك أيضاً مهمة إضافية جديدة ذات طابع استراتيجي، حيث يهجم حراس المعابد على الأبراج الخاصة فيك وعليك أن تقوم ببناء الحواجز وتوزيع الرماة في أماكن مناسبة كي يدافعوا عن البرج، لكنها سطحية جداً سواء من ناحية الفكرة نفسها أو من ناحية التطبيق.
تم إضافة القليل من الأسلحة والأدوات الجديدة في هذا الجزء. توجد أداة تسمى Hookblade، وهي مدمجة مع الخنجر المخفي في اليد، وتستخدم في التعلق بالحبال المنتشرة في المدينة لتسهل بذلك عملية التنقل، كما أنها تساعد بالإمساك بأي جزء بارز من الأبنية في حال السقوط. تم أيضاً إضافة أداة الباراشوت التي تفيد في الهبوط من الأبنية الشاهقة. أما بالنسبة للأسلحة، فالقنابل اليدوية كانت هي الإضافة الوحيدة لها. ومايميزها أنه يمكن للاعب أن يصنعها بنفسها عن طريق تجميع مكونات القنبلة ثم دمجها بالطريقة التي يريدها، لذلك لا يوجد نوع محدد من القنابل، فكل قنبلة تختلف من حيث الوظيفة والتأثير، بعض القنابل تستخدم لقتل الجنود وبعضها لتسميمهم وبعضها الآخر لتشيتهم انتباههم، على الرغم من محاولة مطوري اللعبة في إضافة بعض العمق في القنابل، إلا أنها لم تشكل إضافة ذات أهمية وستجد نفسك في أغلب الأحيان في غنى عن استخدامها.
طور اللعب الجماعي هو طور إضافي في اللعبة و لا يشكل أهمية كبيرة، كل أطوار اللعب الجماعي تعتمد تقريباً على إغتيال هدفك والهروب من مستهدفك، وقد تم تطوير اللعب الجماعي عن الجزء السابق بإضافة أطوار جديدة أهمها برأيي هو طور الإمساك بالعلم حيث أن وتيرة اللعب فيه تكون متسارعة ومثيرة ! كما تم تحسين نظام الـMatchmaking. مع أن طور اللعب الجماعي لا يعد طور أساسي في اللعبة، إلا أنه يقدم تجربة مميزة عن مانشاهده في أغلب الألعاب الأخرى وهي تجربة حقاً ممتعة.
إنهاء المهام الرئيسية فقط سيستغرق منك حوالي تسع ساعات وهي مدة أقل من الأجزاء الماضية، و لإنهاء اللعبة مع المهام الجانبية سيتطلب منك اللعب حوالي عشرين ساعة. على الرغم من أن عمر اللعبة قد يكون أقصر بقليل من الجزء السابق، إلا أنك لن تلاحظ هذا الشيء لأنك ببساطة لن تشعر بالملل أبداً خلال اللعبة، فالمهام متنوعة وكثيرة والأهم من هذا كله أنها ممتعة ! كذلك وجود طور اللعب الجماعي يضيف عدد ساعات إضافية من اللعب.
لعبة Assassin’s Creed: Revelations استمرت على نفس النهج التي اشتهرت به السلسلة. وهو أمر جيد من حيث أن أساس اللعبة قوي ومصقول بشكل رائع، ولكن على المطور أن يقدم إضافات حقيقية إن أراد أن يصدر جزء جديد للسلسلة سواء كان رئيسي أو فرعي. نحن كلاعبين، لا يهمنا إذا ما كان مقصد الشركة من اللعبة ربحي أو لا، طالما تلتزم الشركة بواجبها تجاه اللاعبين ببذل تطويرات جديّة في لعبتهم، لكن في في هذا الجزء من السلسلة لم نجد هذه التطويرات للأسف. في الحقيقة، شركة Ubisoft تعتبر من أكبر الأمثلة على استغلال أسماء ألعاب تجارياً (الحلب)، وجميعاً شعرنا بالخطر من أن يتم إستهلاك اسم سلسلة Assasssin’s Creed تجارياً عندما تم الإعلان عن جزء Brotherhood، ولكننا تفاجأنا بلعبة استحقت حتى أن تكون جزء رئيسي للسلسلة، لكن Ubisoft أرادت أن تكرر الكرّة مع جزء فرعي جديد إلا أنها فشلت في تقديم منتج يشكل إضافة حقيقة للسلسلة. اللعبة لا تزال ممتعة ومن التجارب المميزة خلال هذا العام. إلا أنها تعتبر ضحية لجشع المنتج. الجزء القادم من السلسلة سيشكل نقطة مصيرية، فإذا لم يتم تقديم تطويرات ملموسة في اللعبة، حينها ستفقد السلسلة بريقها بشكل مباشر.
المصدر: http://www.true-gaming.net/home/45307/2/
تقييم اللعبة حسب الموقع : http://www.true-gaming.net
مهام متنوعة وممتعة. مظهر اللعبة يعد من الأفضل في هذا الجيل. قصة مشوقة مع نهاية مناسبة.
لا توجد إضافات حقيقية تميّز اللعبة عن إجزائها السابقة. مهام الإغتيال قليلة.
لعبة ممتعة وتستحق التجربة بكل تأكيد. إن كنت ممن لعبوا الجزء السابق من السلسلة، فلا تتوقع أن ترى فرق في هذه اللعبة عن الجزء السابق. إلا أنك بلا شك لن تندم أبداً على تجربتها.
العلامة: 8.5